"إذا غضب التاريخ تغيرت الجغرافيا"
المملكة العربية السعودية تغير خارطة العالم بشق قناة
سلوى للفصل بينها
وبين دولة قطر

تاريخ النشر: 27 ابريل 2018
عواطف
الحليان – دبي
اذا غضب التاريخ تغيرت
الجغرافيا، هذا هو الواقع الذي تحقق حين أعلنت
المملكة العربية السعودية في بيانها الرسمي الذي
أصدرته في الخامس من ابريل 2018 عن الإجراءات العقابية الصارمة
بشأن شق قناة بحرية (قناة سلوى) على الحدود البرية بين المملكة العربية السعودية
وقطر بمسافة تبلغ نحو 60 كلم ، وعلى بعد واحد
كيلومتر من قطر، حيث أغلقت المملكة
نهائيًا منفذ سلوى السابق، وهو المنفذ البرى الذي يقع بين المملكة العربية
السعودية وقطر، والرابط البري الوحيد بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، لتجد
نفسها بذلك قطر ما بين مقاطقة في العلاقات السياسية إلى مقاطقة في الحدود الجغرافية،
وبهذا تُغير المملكة العربية السعودية لأول مرة خارطة العالم بحذف دولة واضافة
جزيرة.
جاء الأمر
الملكي السامي بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فى الخامس
من يونيو2017 قطع علاقاتها مع قطر، والوصول
إلى حل بشأن نتيجةً الانتهاكات والتحركات الجسيمة التي تمارسها الحكومة القطرية في
السر والعلن ضد الدول العربية وسعيها نحو زعزعة الامن الوطني القومي العربي في
المنطقة ودعمها لجماعات متطرفة عدة مثل "الإخوان والقاعدة وداعش والحوثيين
ودعمها توجهات ايران ضد دول التعاون الخليجي بالإضافة إلى تحريض مواطني دول مجلس
التعاون للتحرك ضد حكوماتها".
المملكة
العربية السعودية أوضحت حق ملكيتها بحرية التصرف بأراضيها وانعاش اقتصاد الدولة
بالقيام بمشروع سياسي ضخم سوف يعود للملكة بمكاسب ومزايا عدة (اقتصادية،
سياسية، تجارية، ثقافية) من جراء شق قناة سلوى، ومن المتوقع أن يكون للقناة حاجز
امني في المنطقة بإقامة قاعدة عسكرية
سعودية في المنطقة، وأخرى إماراتية للوقوف أمام أي تهديد إرهابي يجتمع على توحيد
كلمة الحق.
وعلى الرغم من القرار الحازم الذي اتخذته الدول الأربع
أمام عزلة قطر عزلة تامة، وما سوف تخلفه عزلة قطر سياسياً، واقتصادياً، ثقافياً، تجارياً، واجتماعياً، إلا أنه لا يخفى على الجميع المخاطر التضاريسية المهيبة التي قد تضرب حدود دولة قطر في حال تمزق تكويناتها الجغرافية من كونها شبة جزيرة إلى
جزيرة تحيط بها المياه من جميع الأطراف، فقد ترتطم بها المياه والاعاصير والأمواج
من كل جانب وتؤثر على ثباتها الجغرافي، لذا لا بد وأن تتحرك حكومة قطر
بدراسة الموقف مع دول مجلس التعاون لتقف مصلحة الشعب والدولة امام أحلام التنظيم
الإرهابي الذي لن يكتب له التاريخ سوى خزي محقق.
Comments
Post a Comment